وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين( سورة النحل)
القرآن هو مدونة أساطير عربية

الاثنين، 3 أغسطس 2009

جناية ألتفسير ألعلمي للقرآن ٢


إن أفضل تعريف للتفسير ألعلمي للقرآن هو أنه ألتفسير ألذي يحاول ألمفسر فهم عبارات ألقرآن في ضوء ما أثبته ألعلم كما عرّفه ألدكتور أحمد عمر أبو حجر في رسالته للدكتوراه تحت عنوان ألتفسير ألعلمي للقرآن في ألميزان وألمنشورة عام ١٩٩١.
وكان أشهر من تناول ألتفسير ألعلمي للقرآن من ألفقهاء ألقدامى بجانب أبوحامد ألغزالي وفخر ألدين ألرازي هو محمد بن عبدألله بن محمد بن أبي ألفضل ألمرسي ، وكان نحويآ مفسرآ محثآ فقيهآ ..ولد عام ٥٧٠ هـ وجاء لمصر سنة ٦٢٤ هـ ثم جاء جلال ألدين ألسيوطي ألمتوفي عام ٩١١ هـ.
وإذا كان بعض ألفقهاء من قدامى ألمفسرين قد أرتضوا ألتفسير ألعلمي وجعلوا ألقرآن جامعآ لعلوم ألأولين وألآخرين ،وبعض آخر من ألعلماء قد سكت عنه أو عارضه وأنكره وفي مقدمة هؤلاء أبو إسحاق ألشاطبي وهو فقيه أندلسي فهو في كتابه ذائع ألصيت ألموافقات في أصول ألأحكام يحمل على ألقائلين بأن ألقرآن يحوي جميع علوم ألولين وألآخرين.ويرى أن ألقرآن كتاب عقيدة وشريعة وليس من مقاصده ألدخول في بحوث علمية.
إن أبرز طلائع ألنهضة ألحديثة في تفسير ألقرن في ألقرن ألتاسع عشر هو ألشيخ محمد عبده توفي عام ١٩٠٥ م .
أما شيخ ألأزهر محمود شلتوت فقد تناول في مجلة ألرسلة عام ١٩٤١ ألتفسير ألعلمي للقرآن وقال:إن طائفة ألمثقفين نظروا في ألقرآن فوجدوا ألله سبحانه يقول ما فرطنا في ألكتاب من شيء فتأولوها على نحو زين لهم أن يفتحوا في ألقرآن فتحآ جديدآ ففسروه على أساس من ألنظريات ألعلمية ألمستحدثة ،نظروا في ألقرآن على هذا ألأساس فأفسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن وأفضى بهم إلى صور من ألتفكير لا يريدهاألقرآن ، ولا تتفق مع ألغرض ألذي من أجله أنزله ألله.ثم يقول :هذه ألنظرة للقرن خاطئة من غير شك لأنها تحمل أصحابها وألمفسرين بها على تأويل ألقرآن تأويلآ متكلفآ يتنافى مع ألإعجاز ولا يستسيغه ألذوق ألسليم، وهي خاطئة لإنها تعرّض ألقرآن للدوران مع مسائل ألعلوم في كل زمان ومكان وألعلوم لا تعرف ولا ألقرار ولا ألرأي ألأخير
ويقول ألمفكر أمين ألخولي في كتابه ألتفسير ـ معالم حياته ـ منهجه أليوم وذلك عام ١٩٤٤ :وأما ما أتجهت إليه ألنوايا ألطيبة من جعل ألإرتباط بين كتاب ألدين وألحقائق ألعلمية ألمختلفة ناحية ن نواحي صدقه أو إعجازه أو صلاحيته للبقاء إلخ .فربما كان ضرره أكثر من نفعه ،وخير لأصحاب ألرغبات ألذين يبينون ألصدق وألإعجاز أو ألصلاحية لكتاب ألدين بهذا ألنحو من ألتفسير ألعلمي خير لهم أن يقدروا مثل هذا ألإعتبار، فلا يتكلفون ما يتكلفون من ربط ألكتاب بالعلم.على أنهم إن كانوا لا بد فاعلين فحسبهم ـ كما تقدم ـ ألآ يكون في ألقرآن نص صريح يصادم حقيقة علمية دون أن يمكن ألتوفيق بينه وبينها.

السبت، 1 أغسطس 2009

جناية ألتفسير ألعلمي للقرآن



منذ سنوات كثر ألحديث وكتبت ألمؤلفات وأمتلأت شاشات ألقنوات ألفضائية عن ألإعجاز ألعلمي للقرآن فبرزت أسماء كثيرة منها زغلول ألنجار وألزنداني وهارون يحي مهمتم ألتدليس وطعوجة آيات قرآنية لا علاقة لها لا بعلم ولا فيها أي نوع من ألعجاز ،وكان للمتنورين دورهم في ألتصدي لهذه ألأكاذيب ألتي ساهمت بإستمرار في فضح دعاة ألإعجاز وتعرية دجلهم ألذي يقتاتون عل موائده.
أردت في هذا ألموضوع ألذي سأكتبه على حلقات بيان كيفية وتاريخ ألبدء بطرح مسألة ألإعجاز ألعلمي ورأي جمهرة كبيرة من فقهاء وعلماء ألمسلمين ألذين تصدّوا وعارضوا محاولة تطويع ألنظريات ألعلمية لمصلحة ألقرآن معتمدآ على بعض ألمراجع وألمقالات ألتي تحدثت عن ألموضوع قبل عشر سنوات تقريبآ وقبل أن تظهر للساحة ألأعداد ألكبيرة من ألمدلسين وألمفترين على إلههم كذبآ بغير علم.
أخاف على هذه ألأمة من رجل قرأ ألقرآن حتى أذلقه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله.ـ
من قال في ألقرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من ألنارـ حديث نبوي
ـ ألشيخ محمود شلتوت (كان شيخآ للأزهروكان معروفآ بغزارة علمه):
ألله لم ينزل ألقرآن ليتحدث فيه إلى ألناس عن نظريات ألعلوم ودقائق ألفنون وأنواع ألمعارف.
كان ألعصر ألعباسي ألأول أزهى ألعصور ألإسلامية إزدهارآ بالعلوم وألفنون وألفلسفة ،فمدنية ألإسلام بدأت ألإستقرار بعد هدوء حركة ألفتح ألتي كانت طابع ألعصر ألأموي. وعلى عكس ما يعتقد ألبعض ،فإن ألتفسير ألعلمي للقرآن قد نشأ مبكرآ منذ ترجمت ألعلوم ألمختلفة ـ يونانية هندية فارسيةـ وعلى ألأخص في عهد ألخليفة ألعباسي هارون ألرشيد وأبنه ألمأمون إلى أللغة ألعربية، حيث قرأ بعض ألمسلمين هذه ألعلوم فلم يرقهم أكثر ما فيها من نظريات وأبحاث لأنهم وجدوها تتعارض مع ألدين ولا تتفق معه، فعملوا على ألرّد عليها وإرشاد ألناس إلى ما فيها.
كان على رأس هؤلاء أبوحامد ألغزالي ألمتوفي في٥٠٥ هـ في كتابه ألمشهور تهافت ألفلاسفة ،وفخر ألدين ألرازي ألمتوفي ٦٠٦ هـ ألذي تعرّض في تفسيره مفاتيح ألغيب للنظريات ألتي تبدو متعارضة مع ألدين ومع ألقرآن على وجه ألخصوص فردّها وأبطلها .
وألمنهج ألذي سار عليه ألغزالي في تفسير بعض ألآيات ألكونية هو منهج علمي سليم إذا نظرنا إليه في ضوء ألهداية ألقرآنية.
بمعنى أن من يريد أن يتعرض لتفسير ألقرآن يجب أن يكون ملمآ بالعلوم ألشرعية أصولآ وفروعآ وبالعلوم ألعربية بجميع فروعها إلى جانب إلمامه بالعلوم ألكونية ليستطيع في ظلّها أن يبين معالم ألهداية ألقرآنية وإقامة ألحجة على مقاصد ألقرآن.

الأربعاء، 15 يوليو 2009

خلق الموت والحياة ليبلوكم


الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور
(1) سورة الملك - سورة 67 - آية 2
ألإنسان يولد،يحيا ثم يموت ,
ألحيوان يولد،يحيا ثم يموت ,
ألنبات يولد،يحيا ثم يموت ,
ألجماد يولد،يحيا ثم يموت
هل خلق ألموت وألحياة ليبلو ألحيوان وألنبات وألجمادأيهم أحسن عملآ؟
أن مسألة ألموت وألحياة ليست من أجل أيكم أحسن عملآ بل هي قاسم مشترك يجمع كل ما هو موجود في ألكون في دورته ألأزلية كما أن ألرعد لا يسبح بحمده وألرياح ألتي يرسلها كي تجري ألسفن عبر ألبحار،ويمسك ألسماء أن تقع على ألأرض،وألطير في ألسماء لا يقع ليس بسبب إمساكه من قبل ألله بل لأنه يرفرف بجناحيه.
هناك قوانين طبيعية تتكرر في هذا ألكون منذ مليارات ألسنين لم يتم أثبات علمي واحد أنه تم خرق هذه ألقوانين كرمى لعيون أحد ، كذلك أن مسألة ألموت وألحياة جزء من هذه ألقوانين ،
طيب ما هو هذا ألهدف ألعظيم ألذي سيحصل عليه ألإله إن أبتلانا أينّا أحسن عملآ؟
في كوكب هو ذرة رمل في ألكون ألفسيح واضح أن ألإنسان يحاول لبس ثوب فضفاض جدآ ويضع لنفسه أهمية ليست موجودةأو كما قيل :ألبشر عندهم ألغرور ليتظاهروا أن ألكون كله جعل لصالحهم،بينما ألكون كله ليس لديه مجرد إشتباه بوجودهم.
رأي أنه لا قيمة للبشر،حتى لو كان هناك كائنات أكثر تتطورآ هذا لا يغير شيئآ في ألواقع،
كل ما هو موجود في ألكون يخضع لذات ألقوانين ألكونية ،برأيك هل ألمسلم يقيم وزنآ لبقية ألكفار كما يعتقد،سأذهب أبعد من ذلك ،ألم نؤمن يومآ أن ألكون وأفلاكه خلقت من أجل فلان؟
وأن فلان مخلوق من نور ألله قبل آدم بخمسين ألف سنة.
ألأمور نسبية ،نحن نعطي للإنسان أهميته،يموت إسرائيلي أو أمريكي نتيجة عنف ما فتقوم ألدنيا ولا تقعد،يقتل مليوني شخص خلال شهر في رواندا نتيجة مجازر عرقية لا أحد يهتم،يموت شخص في مدينتي لا أعرفه فلا يهمني ألأمر وإذا مات عزيز علي أحس أن ألأرض قد توقفت عن ألدوران،نقدس أنبيائنا وإئمتنا لإنهم بنظرنا كالألهة ونلعن مقدسات ألآخرين لأنهم شياطين.
نحن نصنع قيمة كل بشري حسب حبنا له وقرابتنا منه،غناه أو فقره ،علمه أو جهله.

الأربعاء، 17 يونيو 2009

رسم صورة منطقية لهذا الإله هو مهمة مستحيلة

ما هو التصور عن الكون الذي تحدثنا عنه كل الأديان ؟ إنه كون توجد في مركزه قوة خارقة مطلقة وعاقلة في نفس الوقت ، عاقلة بمعنى أنها قادرة على أن تدرك نفسها و تدرك غيرها ، تماما كما نفعل نحن البشر القادرين على أن ندرك أنفسنا و غيرنا في نفس الوقت ، لكن الفارق الأساسي بيننا و بين تلك القوة المطلقة التي خلقتنا و تسيطر علينا هو في درجة الاستطاعة و القدرة ، القدرة على خلق الآخرين و التحكم بهم ، هذا الإله إذن كان يعرف نفسه جيدا ، و خاصة قدراته منذ أن وجد ، أي من الأزل ، من الزمن السحيق ، و رغم أنه وجد منذ الأزل و سيبقى حتى الأزل ، فإن هذا الإله ذات يوم ، سماوي بالتأكيد ليست من أيامنا البشرية ، قرر أن يستعرض مواهبه و قدراته فقرر أن يخلقنا ، و لسبب ما قرر أن يفعل ذلك في ذلك اليوم بالتحديد ، الذي هو يوم ولادة جنسنا و عالمنا بأسره وفق المقدس ، بعد أن وصل الإله إلى هذا القرار بينه و بين نفسه ، حيث لم يكن أي شيء يشاركه الوجود وقتها ، حدد لكل منا ، لكل إنسان وصولا إلى أصغر كائن مجهري ، مصيره من المهد إلى اللحد ، زمن ولادته و زمن موته ، مصيره من الألف إلى الياء ، و حكم علينا بتمثيل أدوارنا تلك بكل دقة دون أي خروج مسموح على النص ، العقل البشري هنا مهمته معرفة حقيقة تبعيته المطلقة و عجزه المطلق و إدراك طبيعة المعاناة الإنسانية فقط ، الإحساس بالألم و إقناع صاحبه الإنسان بضرورة أن يكون عبدا جيدا ملتزما بأوامر و نواهي ربه سيده ، و لسبب ما ، خلق هذا الإله الجوع و الفقر ، الظلم و الحزن ، الألم و العذاب ، التعاسة و الاستغلال ، و أحيانا شيء من السعادة ، بعض الضحكات ، هذا كله خلقه الإله دون أن يعرفه ، و دون أن يجربه ، و دون أن يفهمه ، كم كان هذا الإله مبدعا في خلقه هذا ، بل إنه شخصيا بدأ بالتعرف على الحب و الكراهية ، المكر و الغضب ، منذ أن خلقنا نحن البشر ، و قد خصنا بكل هذه المشاعر ككائنات عاقلة قادرة على الوعي و الفعل ، لكن هذا الإله لا يعرف حب الأب أو الأم لأولادهما ، و لا حب المرأة و الرجل ( تعالى عن كل هذا ) ، لقد بدأ يشعر بالحب و الكره في نفس الوقت الذي أصبح فيه خالقا لنا ، نحن "عبيده" ، وفق ابن تيمية و ابن الجوزي ، يحب الإله عبده الذي يعبده بنفس الطريقة التي أمرنا بها و يكره ذلك العبد الذي يتمرد على أوامره و نواهيه ، و كأنه رئيس مخفر غبي أو تافه يسعده توددنا المنافق و دعاؤنا الكاذب و هو الذي يستطيع بقواه الخارقة أن يفنينا أو حتى أن يأمرنا بكل بساطة كي نكون عبيدا صالحين ، نحن في عبادتنا أو في كفرنا إنما نلتزم بدورنا الذي أعطانا إليه ذلك الرب ، أي غباء هذا ، أن يحب الرب عبيده الذين حكم عليهم بالتصرف كعبيد جيدين ، و أن يكره عبيده الذين حكم عليهم بأن يكونوا عبيدا آبقين أو متمردين ، هذا هو الحب الذي يعرفه هذا الإله فيما يراقبنا طوال الوقت و نحن نعشق ، نختصم ، نضحك ، و نبكي ، عزاءه الوحيد أن يستطيع أن يسحقنا ، أن يدمر عالمنا إذا شاء ، أو أنه قادر على تعذيبنا دون أية مقاومة .

كان خلقنا هو اللعبة التي سلى بها وحدته الأزلية ، أي كائن عاقل يمكنه البقاء وحيدا كل هذا الوقت اللامتناهي دون أن يفقد عقله ، لكي نفهم وضعية هذا الإله تصوروا برجوازيينا اليوم ، أو تجار العبيد أو إقطاعيي الأمس ، تصوروا بوش و بشار الأسد و حسني مبارك ، و كل ما يستطيعونه هو نهبنا و قمعنا و إجبارنا على الاستسلام لسطوتهم دون أن يتمكنوا من الاستمتاع بما ينهبوه منا ، لا شك أنهم إذا كانوا مثل الإله لا يستطيعون أن يأكلوا و يشربوا أو يمارسوا الجنس لتوقفوا عن استغلالنا و نهبنا و غالبا لتركونا و ما ننتج لنأكله و نتمتع به ، في الواقع إن إلها كهذا لم يكن بحاجة لخلق ظلم الإنسان لأخيه الإنسان و لا اضطهاد الإنسان لغيره من البشر و لا استبداد بعض الأفراد بحياة و عمل الآخرين ، إن هذا يدل بوضوح على أنه الإله الذي يتحدثون عنه إله دنيوي بامتياز ، إله يهتم فقط بسادتنا و ليس ببقية البشر ، إله يريد لبعض البشر فقط أن يعيشوا برفاهية بينما يحكم على معظم البشر الآخرين بالفقر و الجوع ، السعادة إذن في هذا التصور فقط من حق السادة ، حتى الإله لا يعرف السعادة رغم كل قدرته على التدمير و العقاب و القتل دون أي عقاب ، يثبت لنا كل هذا حقيقة واحدة ، أن رسم صورة منطقية لهذا الإله هو مهمة مستحيلة ، حاول البعض ، كالمعتزلة مثلا ، عقلنة صورته هذه فخلقوا من المشاكل أكثر بكثير مما تمكنوا من حله ، و حتى الفلاسفة كانت تصوراتهم عن هذا الإله تخلق من المشاكل أكثر مما تحل ، وحدهم من يسمون أنفسهم أهل النقل و الذين حظروا و منعوا أي نقاش في هذه المسائل و رسموا صورة لإلههم غير قابلة للنقاش تحت طائلة التكفير ، رغم أنهم يقرون مباشرة و دون مداورة بكل الإشكالات التي يتضمنها تصورهم عن هذا الرب ، لكنها هذا لا يعطي ، وفقا لهم ، الحق لأحد بانتقاد هذا التصور الممتلئ بالتناقضات و الإشكاليات ، بل إن أهل النقل هؤلاء لا يكتفون بمنع أي كان من التساؤل عن إنكار العقل السليم للتصور الذي يرسمونه عن الإله ( السؤال عن هذا بدعة ) ، إنهم يهددون بقتلنا إذا استخدمنا عقولنا في محاولة فهم تصورهم ذلك عن الرب ، فعقولنا لم تخلق لهذا ، لقد خلقت فقط لإثبات وجود إلههم أما إذا انتهت إلى حقائق مختلفة فهي تستحق الموت ، إنهم متأكدين من صحة تصورهم عن الإله لدرجة أنهم مستعدين أن يذبحوا كل من يرفضه ، إنهم حتى يرفضون أن يسمحوا بأي نقاش عقلاني حر عن تصورهم "الصحيح تماما" لهذا الإله ، رغم أنهم لا يريدون و لا يستيطعون أن يحلوا التناقضات و الاستحالات في تصورهم هذا عن الإله ، هذا الإله الدنيوي بامتياز كما سبق و قلنا ، الذي لا قيمة لأي شيء يفعله إلا من وجهة نظر السادة ، سادتنا الدنيويين ، فهذا الإله لا يحتاج إلى عذاباتنا و لا إلى فقرنا لكي يثبت ألوهيته ، على العكس من سادتنا الدنيويين الذي يحتاجون بشدة إلى جوعنا و فقرنا لكي يحتفظوا و يزيدوا ثرواتهم ، إن نسبة الظلم و الجوع ، الفقر و الألم و التعاسة ، لهذا الإله ، هي وحدها التي تجعل من هذا الظلم عدلا ، من هذا الشر خيرا ، و كل الآلام ، و الفوارق الفاحشة بين البشر ، كل هذا يصبح جميلا جيدا بمجرد أن نقبل نسبته إلى الإله ، هذا الإله الذي يصوره السادة على أنه ناطق باسمهم و أنه هو الذي حكم علينا بالفقر و الجوع و العبودية لصالح السادة ، لو أننا فقط أبناء هذه الطبيعة ، خلقتنا ، و منحتنا حياتنا ، أجسادنا ، و أرضنا ، و إذا استبعدنا أيضا كل الأشكال "العلمانية" للقداسة ، من الإيديولوجيا أو المشهد السلعي التي تدعي هي أيضا أنها مقدسة ، مطلقة ، خارقة ، فوق الطبيعة و فوق البشر ، إذا استبعدنا آلهة من نوع دنيوي مثل ستالين و هتلر و بوش ، لأصبح هناك مقدسا واحدا فقط يستحق الوجود ، أو حتى يمكنه الوجود ، ألا و هو العدل بين الناس و حرية كل البشر…………

السبت، 13 يونيو 2009

آدم في مثلث ألوهم،ألله إبليس وألملائكة




يعترف ألله وبعضمة لسانه أنه خلق في ألسماوات ألسبع ومثلهن من ألأرض ما يلي:
ـ ألملائكة خلقهم من نور
ـ ألجان من مارج من نار
ـ ألإنسان من صلصال كالفخّار ،
يعني جميعهم خلقوا من مواد موجودة في ألكون ملموسة محسوسة، نور ونار (على من إعتدى) وفخار(يكسر بعضو).
قال الله تعالى خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار فبأي آلاء ربكما تكذبان وقال تعالى ولقد خلقناالإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد والحسن وغير واحد من مارج من نار قالوا من طرف اللهب وفي رواية من خالصه وأحسنه وقد ذكرنا آنفا من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم رواه مسلم.
طيب ثم أن آدم أول ألخلق كان على تواصل مع ما خلق ألله،فالملائكة سجدت له إلا إبليس وهو من ألجن ،وكان لآدم مع هذا ألإبليس صولات وجولات من وسوسة ووشوشة وتحدي وإغراء وأستمرت هذه ألعلاقة بين ألأخوة ألأعدء عبر ألتاريخ،حيث كان أبليس يتدخل في كل شاردة وواردة،فمرة أغوى آدم ليأكل من ألشجرة ألمحرمة،وأخرى نزغ في نفس موسى ليقتل ألمصرى ،وثالثة شارك في مؤتمر كفار قريش ليحرضهم على قتل محمد.
كما قال تعالى واذكر ربك إذا نسيت وقال صاحب موسى وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره وقال تعالى فأنساه الشيطان ذكر ربه يعني الساقي لما قال له يوسف اذكرني عند ربك نسي الساقي أن يذكره لربه يعني مولاه الملك وكان هذا النسيان من الشيطان فلبث يوسف في السجن بضع سنين ولهذا قال بعده وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أي مدة وقرىء بعد أمة أي نسيان وهذا الذي قلنا من أن الناسي هو الساقي هو الصواب من القولين كما قررناه في التفسير والله أعلم.
وقال تعالى: قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وإنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا وأن ظننا أنا لن تقول الإنس والجن على الله كذبا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملائت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وانا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجنهم حطبا وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وقد ذكرنا تفسير هذه السورة وتمام القصة في آخر سورة الأحقاف وذكرنا الأحاديث المتعلقة بذلك هنالك وأن هؤلاء النفر كانوا من جن نصيبين وفي بعض الآثار من جن بصرى وأنهم مروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي بأصحابه ببطن نخلة من أرض مكة فوقفوا فاستمعوا لقراءته ثم اجتمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة فسألوه عن أشياء أمرهم بها ونهاهم عنها وسألوه الزاد فقال لهم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما وكل روثة علف لدوابكم ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجي بهما وقال إنهما زاد إخوانكم الجن ونهى عن البول في السرب لأنها مساكن الجن وقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فما جعل يمر فيها بآية فبأي آلاء ربكما تكذبان الا قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد وقد أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لما قرأ هذه السورة على الناس فسكتوا فقال الجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليم فبأي آلاء ربكما تكذبان الا قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد رواه الترمذي عن جبير وابن جرير والبزار عن ابن عمر.

هذا ألعدو أللدود لبني ألبشر ألظاهر أن معه تصريح مرور ...... ،فالله تركه يسرح ويمرح حتى قيام ألساعة ليختبرنا،ومحمد في مسجد ألمدينة ألقى ألقبض عليه من زمارة رقبته حتى أحس بلعاب أبليس بين أصابعه وكان يريد ربطه في سارية ألمسجد ليلعب به ألصبية(ألظاهر أن محمد لعب بعقول ألمسلمين )ألا أنه أطلق سراحه لسبب يقول عنه أنه تذكر دعوة سليمان ،يعني لو خلّصنا محمد من إبليس حينها لكنا نعيش في سلام ومن دون مشاكل مع ألله
وقال أحمد حدثنا روح حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عرش إبليس على البحر يبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة تفرد به من هذا الوجه وقال أحمد حدثنا مؤمل حدثنا حماد حدثنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صائد ما ترى قال أرى عرشا على الماء أو قال على البحر حوله حيات قال صلى الله عليه وسلم ذاك عرش إبليس هكذا رواه في مسند جابر.
من وظائف ألشيطان ألتي يقبض عليها راتبآ من ألله:
وروى الإمام أحمد وأهل السنن من حديث أبي المتوكل عن أبي سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه وجاء مثله من رواية جبير بن مطعم وعبدالله بن مسعود وأبي أسامة الباهلي وتفسيره في الحديث فهمزه الموتة وهو الخنق الذي هو الصرع ونفخه الكبر ونفثه الشعر وثبت في الصحيحين عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال اعوذ بالله من الخبث والخبائث قال كثير من العلماء استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم وروى الإمام أحمد عن شريح عن عيسى بن يونس عن ثور عن الحسين عن ابن سعد الخير وكان من أصحاب عمر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد الا أن يجمع كثيبا فليستدبره فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث ثور بن يزيد به .وروى الإمام أحمد من حديث إسماعيل بن أبي حكيم عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من أكل بشماله أكل معه الشيطان ومن شرب بشماله شرب معه الشيطانوقال الإمام أحمد حدثنا عبدالرزاق أنبأنا سفيان عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب العطاس ويبغض أو يكره التثاؤب فإذا قال أحدكم هاها فإنما ذلك الشيطان يضحك من جوفه ورواه الترمذي والنسائي من حديث محمد بن عجلان بهورواه أيضا عن موسى بن إسماعيل عن همام عن منصور عن سالم عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما لو أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فرزقا ولدا لم يضره الشيطان.
وقال البخاري حدثنا إسماعيل حدثنا أخي عن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان هكذا رواه منفردا به من هذا الوجه وقال البخاري حدثنا إبراهيم عن حمزة حدثني ابن أبي حازم عن يزيد يعني ابن الهادي عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه ورواه مسلم عن بشر بن الحكم عن الدراوردي والنسائي عن محمد بن زنبور عن عبدالعزيز بن أبي حازم كلاهما عن يزيد بن الهادي به وقال البخاري حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبدالله قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله ثم أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم راصوا الصفوف فإن الشيطان يقوم في الخلل وقال أحمد حدثنا أبان حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول راصوا الصفوف وقاربوا بينها وحاذوا بين الأعناق فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنه الحذف
أنا لا أفهم كيف أن من كان من مشركي قريش يفتح بقّه كان محمد يرسل له فرق ألموت فيقضي عليه،وهذا إبليس رب ألمشركين ألأكبر وزعيمهم يقع في يد محمد فيطلق سراحه؟
حدثني أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يصلي صلاة الصبح وهو خلفه يقرأ فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل وروى أبو داود منه فمن استطاع إلى آخره.
وروى مسلم من حديث أبي إدريس عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك فقال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجمله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة.
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه قالت فجاء فرأى ما أصنع فقال مالك يا عائشة أغرت قالت فقلت ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفأخذك شيطانك قالت يا رسول الله أو معي شيطان قال نعم قلت ومع كل إسنان قال نعم قلت ومعك يا رسول الله قال نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم وهكذا رواه مسلم عن هارون وهو ابن سعيد الأيلي بإسناده نحوه .يتبع

الثلاثاء، 9 يونيو 2009

المعجزات والإعجاز

يستند المؤمنون بالغيبيات دائما على معجزات يقسمون أنهم شهدوها بأنفسهم، وهم فى ذلك على يقين من صحة ما شهدوه دون أن يشكوا لحظة فيما إذا كان ما شهدوه ، ربما يكون نتيجة هلوسة حسية ما انتباتهم لسبب ما، سواء عرفوا السبب أم لا، أو ربما قد تعرضوا لخداع حواس لسبب ما فى الطبيعة لم يفهموه على النحو الصحيح ،أو ربما تعرضوا لخدعة من دجال أراد أن يثبت لهم قدراته على الاتصال بالغيب ، وبهذه المناسبة فقد قرأت فى كتاب علمى مبسط أسمه الفيزياء المسلية فى سياق شرح المؤلف لحقيقة علمية عن كيف كان كهنة مصر القديمة يحتالون على المصريين القدماء،ويبتزوا أموالهم لصالح المعبد، باستخدام تلك الحقيقة ، والكهنة كانوا يزعمون أن المعجزة حدثت بفضل طقوسهم الدينية، وأنها منسوبة لأحد آلهتهم رع أو أمون أو بتاح، و لايعنى ذلك أن أى من تلك المعجزات تحتم وجود وتأثبر فعلى لرع أو أمون أو بتاح، ولا يعنى بالقياس إلى ذلك، أن معجزة ما يمكن أن تثبت وجود اللة عند المسلمين أو المسيحيين، أو براهما لدى الهندوس، أو أهورا مزدا لدى الزرادشت ، فالمعجزة فى حالة حدوثها ، لا تثبت إلا أن هناك شيئا ما لا نفهمه ، وربما توصلنا لتفسيره فيما بعد أو بقليل من التدقيق العلمى.

يمتلىء التراث الإنسانى فى كل الثقافات و الحضارات والشعوب، بدائية ومتحضرة، ولدى كل المؤمنين بالأديان والمعتقدات المختلفة، بأخبار المعجزات و الكرامات التى نسبوها إلى الأولياء والقديسيبن و الأنبياء والرسل ورجال الدين، أو تأكيدهم لحدوثها لدى ممارستهم لطقوس معينة، من صلاة ودعاء وصيام وحج، ويصدق ضعاف العقول مثل تلك الأخبار التى انتقلت إليهم دون تدقيق وتمحيص، برغم أنه لا دليل على حدوث المعجزات فعلا، بالنسبة لمن عاش منهم بعيدا عن المكان الذي حدثت فيه المعجزة, أو عاش فى فترة أخرى من الزمن, فما هى إلا أخبار منقولة تناقلت بين الناس, تجارب فردية وذاتية محدودة غير قابلة للتكرار، والغالبية الساحقة من البشر ليسوا مصادر جيدة لنقل الأخبار، فهم ينقلوا ما يسمعوه دون تدقيق فى مدى صحته، وكأنه حقيقة مؤكدة، وهم غالبا ما يكذبون ويبالغون تعظيما أو تصغيرا فى وصفهم لما حدث، و يشوهون ما ينقلوه من أحاديث وأخبار إما نسيانا أو كذبا أو خلطا غير مقصود، ومن ثم فتواتر الأخبار والأحاديث وتناقلها بين الناس عبر الأجيال، ليس دليلا كافيا على صحة معظم التراث البشرى ودقته. وخصوصا أن كل خبر قابل للصدق والكذب ، ولنعلم أن البشر هم غالبا للكذب والخلط وعدم الدقة أقرب لأن الحقيقة ليست هدف معظم الناس فى الغالب الأعم، بل الهوى والمصلحة والخوف، والدليل أن كل الديانات تدعي المعجزات لرجالها وطقوسها ومعبوداتها و رموزها الدينية بلا استثناء, فهل علينا تصديقها كلها؟ برغم كل ما بينها من تناقضات، هل علينا أن نؤمن باللة الإسلامى واللة المسيحى، وببراهما و وأهور مزدا وبكل الآلهة الأخرى، قديمها وحديثها،أم أن الأصوب أن ننكرهم جميعا، ما هو الأكثر ترجيحا فى حالة حدوث المعجزة, أن يكون هناك تفسير طبيعي لما حدث فعلا إن كان قد حدث، أم أن تكون المعجزة فعلا قد خرقت قوانين الطبيعة؟ ومن ثم فالتفسير يكمن فيما وراءها أى فى الغيبيات، مما يعنى أن كل الكائنات الغيبية موجودة ومؤثرة فى الطبيعة وهو ما لا يعقله عاقل، أم أن الإجابة تكمن فى العلم الذى يدعم التفسير الطبيعي ، والذى تسرى قوانينه فى كل الأحوال بتواتر لا مجال للشك فيه، ويمكن أن نتحقق من نتائجه جميعا بصرف النظر عن العقيدة التى ننتمى إليها، فالعلم يكشف عبر منهجه الأسرار التى كان البشر ينسبونها دائما للغيبيات ، وهى رحلة قد لا تنتهى لسد كل فراغات المعرفة التى يستند عليها المؤمنون بالغيبيات.

السر فى استخدام المعجزة لإثبات الغيبيات ، أنه طالما وجد بشر قابلين بسهولة للإيحاء ولديهم إرادة الاعتقاد، وطالما وجد نصابون ودجالون يرغبون فى السيطرة على هؤلاء البلهاء والعيش على حسابهم، فإن أسهل الطرق لذلك هو إظهار الإعجاز فيما يدعون أو القيام بمعجزة، كمعجزات الكهنة والحواة ، فهم بذلك يقنعون مؤيديهم وخصومهم أن ما يدعوه يتجاوز إمكانات البشر وعلمهم، ويدعم دعوتهم بينهم، ويكسب لهم المؤيدين، لذلك فالأديان والطوائف كلها تستخدم المعجزات للبرهنة على صحة هذه الأديان.. والمثير للدهشة والذى يؤكد الخلل العميق فى عقول وطرق تفكير المتدينين عموما، هو ما لهذه المعجزات من قدرة إقناعية هائلة على المؤمنين بهذه الأديان، التى يسلمون بها كمسلمات غير قابلة للنقاش، ولكن هذه القدرة الهائلة على تصديق المعجزات تتبخر عندما يتعلق الأمر بالأديان الأخرى.فهم يصدقون بسهولة كل ما ينسب لرموزهم ومعبوداتهم وطقوسهم وكتبهم المقدسة من معجزات فى حين عندما يتعلق الأمر بكتب ورموز وطقوس ومعبودات الأديان الأخرى فإن الغشاوة التى تعيق تفكيرهم السليم تنزاح بسهولة، وتجد عقولهم تعمل فجأة وبكل ألمعية لإثبات تهافت وسذاجة وسخافة مثل تلك المعجزات وعدم إمكانية حدوثها، فهم يصدقون بسهولة انتقال أفراد ما لأديانهم بعد معاينة معجزات منسوبة لدينهم ، فى حين يشككون فى ارتداد أفراد من دينهم للدين الآخر بعد معاينته لمعجزة منسوبة للدين الآخر، وينسبون هذه الردة لأسباب أخرى، و تجدهم و ياللهول غالبا ما يكونوا أكثر موضوعية وعقلانية .. فهم على الأغلب سوف يبحثون عن "الخدعة"، أو عن "الصدفة"، أو عن التبرير العلمي، أو أي شيء آخر يحبط ذلك الزعم الذى يهز قناعتهم.وفي أفضل الأحوال قد يبقى لديهم شعور بالدهشة من أشياء لم يستطيعوا تفسيرها.

هناك تيار واسع يستند فى إثباته للغيبيات و وجود العالم الروحانى اللامادى على الظواهر الطبيعية الغير مفهومة التي يمكن وصفها بالمعجزات (مثل تحريك الأشياء عن بعد، أو توارد الخواطر). ولكن الدراسات العلمية الجادة لم تثبت أصلا هذه الظواهر التى يدعيها أصحابها ، والنى هى غالبا وليدة المصادفة أو وليدة نوع من الحيل والخداع البصرى، الذى ما كان له أن يصمد تحت شروط تجريبية دقيقة، أي تحت المراقبة العلمية المنضبطة.

تطبق نفس اللعبة لخداع جمهور المؤمنين والمستعدين للإيمان، فى إثبات الإعجاز العلمى لنصوص الكتب المقدسة لشتى الأديان برغم كل مخالفات نصوص كل تلك الكتب الواضحة لكل ذى عينين وعقل لحقائق العلم النهائية، والأمر ليس كما هو شائع لدينا يقتصر على القرآن والسنة فحسب، بل أن هناك من اليهود من يؤكدون اعجاز العهد القديم، وهناك مسيحيين يثبتون اعجاز العهد الجديد، ولم يترك الهندوس الفرصة ، فتراهم ينسبون إعجازا لنصوص الفيدا والأوبانشيد، مما يؤكد لو صدقناهم جميعا أنها جميعها ذات مصادر غيبية لا بشرية ، وبما أن هذا لايعقل فإن الاستنتاج الأكثر موضوعية هو أن مصدر الخدعة هو تلاعب باللغة وعواطف الناس القابلة للتصديق، مثلما يثبت الساحر معجزاته بخداع بصر من يروا أعاجيبه، وهؤلاء الدجالون يعتمدون على لوى معانى الكلمات والنصوص وتأويلها لتتناسب مع حقائق العلم..يعتمدون جميعا على أساليب "إذهال" خطابية وإنشائية ، مثلما هى حيل الحواة والسحرة، تلوي عنق النص لتفسيره بما يتوافق وهوى القائل والمتلقى.فغالبا ما نرى آية بسيطة،فى كتاب مقدس، مفهومة كما هي، يقوم الاعجازي بتفسيرها عبر صفحات من المعلومات العلمية الحديثة، والذى يذكرها بعدم دقة وبلا أخلاقية فجة، بدون أن يوضح ما علاقة تلك المعلومات بمحتوى الآية. وتنطلى خدعه على السذج. سامح سلامة

الأربعاء، 3 يونيو 2009

ألصارم ألمسنون في أن ألله مجنون


لا بد لأي منا أن يكون قد ألتقى في ألشارع بإنسان يكلم نفسه , أول رد فعل وأول كلمة نعلق بها:مسكين هذا ألأنسان لا بد أنه مجنون يكلم نفسه٠مما لا شك فيه أن ألأنسان ألذي يتحدث مع نفسه بصوت مسموع للآخرين يعاني من مشاكل نفسيه أو إختلال عقلي مما يوجب علاجه وعرضه على طبيب نفسي ,هذا بالنسبة لإنسان فكيف لإله عبقري خلق كونآ عظيمآ معقدآ.
كذلك نرى بعض هذه ألحالات لدى من لديهم إفراط في ألذكاء وألعبقرية فكم مرة سمعنا أن فلان أصبح مجنونآ لكثرة ما تعلّم ودرس,ربما نستطيع وضع ألله في ألخانة ألثانية من باب حمله على ألأحسن.
نظرت إلى ألآية ألقرآنية فأعترتني ألحيرة,أنا أمام إله أو معقّد نفسيآ يتباهى ويتحدى ألملوك وألجبابرة من ألبشر, مسكين أين وصل به ألحال هذا ألإله.أنا أعذره فالبشر يجننوا أللي ما يجن كما يقال, لقد أخذت نموذجين لتفسير هذه ألآية ألقرآنية وذلك من كتب ألسنة وألشيعة لكي أكون منصفآ.
الميزان في تفسير القرآنسورة غافر 13 - 20هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)قال: فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات و الأرضين «لمن الملك اليوم» فلم يجبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار عز و جل مجيبا لنفسه «لله الواحد القهار» الحديث.
الجلالين سورة غافر الآية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏ ‏{‏يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ‏}‏ ‏{‏ يوم هم بارزون ‏}‏ خارجون من قبورهم ‏{‏ لا يخفى على الله منهم شيءٌ لمن الملك اليوم ‏}‏ بقوله تعالى، ويجيب نفسه ‏{‏ لله الواحد القهار ‏}‏ أي لخلفه
‏مختصر ابن كثير سورة غافر ‏{‏لمن الملك اليوم‏؟‏ للّه الواحد القهار‏}‏ قد تقدم في حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده، ثم يقول‏:‏ أنا الملك، أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض‏؟‏ أين الجبارون‏؟‏ وفي حديث الصور أنه عزَّ وجلَّ إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له، حينئذ يقول‏:‏ ‏{‏لمن الملك اليوم‏}‏‏؟‏ ثلاث مرات، ثم يجيب نفسه قائلاً‏:‏ ‏{‏للّه الواحد القهار‏}‏ أي الذي قهر كل شيء وغلبه، وقد قال ابن عباس رضي اللّه عنهما‏:‏ ينادي مناد بين يدي الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الأحياء والأموات، قال، وينزل اللّه عزَّ وجلَّ إلى السماء الدنيا ويقول‏:‏ ‏{‏لمن الملك اليوم، للّه الواحد القهار‏}‏ ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس موقوفاً‏
ومن ثم فان محل النزاع عند البعض هو كيف يتباهى الله بهذه الطريقة حتى لو كان هو السائل والمجيب معا،