وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين( سورة النحل)
القرآن هو مدونة أساطير عربية

الاثنين، 29 سبتمبر 2008

سقوط ألإله عن عرشه


لطالما تفكرت وأنا أقرأ في ألآيات ألقرآنية حول عرش ألإله وأهميته وقدسيته وألدور ألمكمل ألذي يلعبه في تعزيز قوة ألله وعظمته في ألإسلام , يا ترى أذا سقط هذا ألإله من على عرشه في ألسماء ألسابعة على رأس من سيقع؟وهل يمكن لأحد ممن يعبده أن يتلقاه كي لا يتحطم عند سقوطه؟أن مليار مسلم ونيف لن يستطيعوا أن يتلقوه بإيديهم لأن جلالته ثقيل ألوزن لدرجة أن عرشه وسع ألسماوات وألأرض .في مقدمتي هذه تعمدت أن أشير إلى موضوع غاية في ألأهمية مرتبط بصفة وطبيعة ألإله في ألمفهوم ألإسلامي .وذلك بطريقة فيها ألقليل من ألسخرية من ألطبيعة ألإلهية لألفت نظر من لا زال مؤمنآ بهذا ألإله كم هو كوميدي وطفولي هذا ألإعتقاد وألتخيل وألتصور.محور هذا ألموضوع هو ألعرش إستنادآ إلى ألتصور ألقرآني وفهم أهل ألسنة وألجماعة له. من منطلق أنهم يمثلون رأي وإعتقاد ألغالبية ألعظمى من ألمسلمين . وهذا لا يعني إستبعادآ لأراء وإعتقاد مخالفيهم بقدر ما هو ألتركيز على عدم إتساع ألموضوع وتحوله إلى صراع رأي للمذاهب ألمختلفة.

المعنى اللغوي لكلمة العرش
العرش في كلام العرب يطلق على عدة معاني منها
1- سرير الملك:
قال الخليل: "العرش: السرير للملك"
وقال الأزهري: "والعرش في كلام العرب: سرير الملك، يدلك على ذلك سرير ملكة سبأ، سماه الله جل وعز عرشاً فقال: {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل 23]

خصائص العرش

خص الله عرشه بخصائص عديدة ميزته على كثير من المخلوقات الأخرى، وذلك لما للعرش من المكانة الرفيعة عنده ، وقد ذكر عرش الله في واحد وعشرين موضعاً من القرآن ، ومجيء ذكر العرش بهذا العدد يدل على ما له من مكانة ومنزلة عالية عند الله.فالله قد مدح نفسه في أكثر من موضع من كتابه بأنه صاحب العرش العظيم والكريم والمجيد، قال : {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}، وقال : {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}، وقال {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}.

فالله يصف لنا في هذه الآيات وغيرها العرش بأنه عظيم، وكريم، ومجيد، فهو عظيم لكونه أكبر المخلوقات وأعظمها وأعلاها، وذلك لما خص الله به هذا العرش من الاستواء عليه، ومجيد وكريم لما له من منزلة تميز بها عما سواه من المخلوقات، فهو إنما اتصف بهذه الصفات لجلالته وعظيم قدره. كما أن في قوله {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} إخبار منه عن عظمته وكبريائه وارتفاع عرشه العظيم العالي على جميع خلقه، ومما يدل أيضاً على عظمة هذا العرش اقترانه باسم (الرحمن) كثيراً في القرآن ، مثل قوله : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وقوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا }.
ففي هذا الاقتران بين اسم الرحمن والعرش إخباره بأنه قد استوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، ذلك لأن العرش محيط بالمخلوقات وقد وسعها، والرحمة بالخلق واسعة لهم2، كما قال {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف 156].وسنذكر في هذا المبحث بعض الخصائص التي اختص بها العرش وكرم بها، والتي جعلته يوصف بهذا الوصف في القرآن ويجعل له تلك المنزلة الرفيعة.

كما أسلفت فأن شرح إلمعتقد حول ألعرش ألذي هو كرسي ألقوة ألمطلقة للإله هو رأي كبار علماء ألمسلمين وألمصطلحات ألواردة هي ألتعبيرات ألمستخدمة من قبلهم في ألوصف وألإعتقاد.


مذهب السلف في تعريف العرش

قال الطبري عند قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر 75] "يعني بالعرش: السرير".
ثم ذكر بسنده عن السدي في تفسير هذه الآية قوله: "محدقين حول العرش قال: العرش: السرير"
وقال الطبري في موضع آخر {ذُو العَرْشِ} [غافر 15] يقول: "ذو السرير المحيط بما دونه"
وقال البيهقي: "وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير وأنه جسم مجسم خلقه الله وأمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتعظيمه والطواف به كما خلق في الأرض بيتاً وأمر بني آدم بالطواف به واستقباله في الصلاة، وفي الآيات والأحاديث والآثار دلالة واضحة على ما ذهبوا إليه"

وقال أيضاً: "العرش هو السرير المشهور فيما بين العقلاء".
وقال ابن كثير: "هو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات".
وقال الذهبي -بعد أن ذكر سرر أهل الجنة-: "فما الظن بالعرش العظيم الذي اتخذه العلي العظيم لنفسه في ارتفاعه وسعته، وقوائمه وماهيته وحملته، والكروبيين الحافين من حوله، وحسنه ورونقه وقيمته، فقد ورد أنه من ياقوتة حمراء".

قلت: وهذا الذي ذكره الطبري والبيهقي وابن كثير والذهبي في تعريف العرش، هو الذي جاءت به الآيات والأحاديث والآثار، وهو ما ذهب إليه سلف الأمة وأئمتها في عرش الله، فهم يعتقدون أن عرش الرحمن هو:قال ابن كثير: "العرش في اللغة عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل 23]. وليس هو فلكاً ولا تفهم منه العرب ذلك، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، فهو سرير ذو قوائم ...".

وأنه ذو قوائم:
قال شارح الطحاوية: "قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور".

وأنه مخلوق:
قال الحافظ ابن حجر: "قوله {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة 129]، إشارة إلى أن العرش مربوب، وكل مربوب مخلوق. وفي إثبات القوائم للعرش دلالة على أنه جسم مركب له أبعاض وأجزاء، والجسم المؤلف محدث مخلوق".

وأن الله سبحانه قد أمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتعظيمه:
قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر 7]، وقال تعالى: {َيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة 17].
وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".
وهو أعلى المخلوقات، وأعظمها، وسقفها، وهو كالقبة على العالم وما تحته بالنسبة إليه كحلقة في فلاة:
قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في كتابه "أصول السنة": "ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ...".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وأما العرش فإنه مقبب، لما روي في السنن لأبي داود عن جبير بن مطعم قال: "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول جهدت الأنفس، وجاع العيال -وذكر الحديث إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: إن الله على عرشه وإن عرشه على سمواته وأرضه كهكذا" وقال بأصابعه مثل القبة ... وفي علوه قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلاها وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة".

فقد تبين بهذه الأحاديث أنه أعلى المخلوقات، وسقفها، وأنه مقبب ...".

وفي حديث أبي ذر المشهور قال:
قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: "آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة".

وهذا القول للسلف في عرش الله هو ما جاءت به الآيات والأحاديث الصحيحة، وقد كان سلف الأمة وأئمتها دائماً يصرحون بذلك في كتبهم عند الحديث عن هذه المسألة.وكذلك ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء".وكذلك حديث أبي رزين العقيلي قال: قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: "كان في عما ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء".فكل من الآية والأحاديث تدل دلالة قاطعة على أن مكان العرش منذ خلقه على الماء، وليس مراد بالماء هنا ماء البحر لأن ماء البحر إنما وجد بعد خلق السموات والأرض، وإنما الماء المذكور هنا ماء آخر تحت العرش على ما شاء الله تعالى.




والجانب الثاني: مكانه بالنسبة إلى السموات والأرض بعد خلقهما.

أما مكان العرش بالنسبة إلى الله تعالى مع غيره من المخلوقات فهو أقربها إليه سبحانه، وذلك لأن الله سبحانه قد أخبر أنه مستو على عرشه في أكثر في موضع في القرآن الكريم، قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ففي إثبات الاستواء على العرش دليل على قربه إليه لأنه سبحانه مستو على أعلى مخلوقاته وأقربها إليه، وهذه ميزة امتاز بها العرش على ما سواه.ومما يؤيد كون العرش أقرب المخلوقات إلى الله ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمراً سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال".

فالحديث يدل على أن حملة العرش هم أول من يتلقى أمر الله، ثم يبلغونه للذين يلونهم من أهل السموات، فكونهم أقرب الخلق إلى الله دليل على أن العرش أقرب منهم إليه سبحانه لأنهم إنما يحملونه.أما مكان العرش بالنسبة للسموات والأرض بعد خلقهما، وهل مازال على الماء؟
فالجواب ما يلي:

إن العرش ما يزال على الماء المذكور في الآية والأحاديث بدليل ما جاء في أحاديث الأوعال، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك كله ثمانية أملاك أوعال ما بين أظلافهم إلى ركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ظهورهم العرش".فالحديث يُشير كما أسلفنا إلى وجود ذلك الماء الذي تحت العرش، وإلى أنه ما زال موجوداً إلى ما بعد خلق السموات والأرض.أما مكان العرش بالنسبة إلى السموات والأرض فهو أعلى منها وفوقها، وهو كالقبة عليها كما جاء في الحديث: "إن عرشه على سمواته وأراضيه هكذا" وأشار بأصابعه مثل القبة.ومما يشهد لعظم العرش وسعة خلقه الأحاديث والآثار التي تتحدث عن كبر حجمه وسعته، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن عرشه على سمواته وأرضه هكذا" وأشار بأصابعه مثل القبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يشبه العرش أنه كالقبة على هذا العالم المكون من السموات والأرض وما فيهما وكالسقف عليهما.وفي هذا بيان واضح على عظم العرش وكبر مساحته.وفي حديث أخر يبين لنا مدى عظم العرش وكبر مساحته،

فليس العرش أكبر من السموات والأرض فقط، بل هو من الكبر وسعة الحجم بحيث لا تعدل السموات والأرض على سعة حجمهما بجانبه شيئاً يذكر، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا ذر ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة".وفي رواية "ما السموات السبع والأراضون السبع وما بينهن وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن الكرسي بما فيه بالنسبة إلى العرش كتلك الحلقة في تلك الفلاة".فالحديث كما أسلفنا دليل واضح على سعة العرش وعظم خلقه، وأما مقدار ذلك الحجم وتلك السعة فلا يعلمها إلا الله تعالى.قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى".

والعرش يمتاز مع كبر حجمه وسعته، بكونه أثقل المخلوقات وزنته أثقل الأوزان، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية: "لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته".قال ابن تيمية: "فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان" أخرجه الدارمي في الرد على بشر المريسي (ص71، 73، 74). وعبد الله بن أحمد في السنة (ص70، 142). وابن جرير في التفسير (3/10). والطبراني في المعجم الكبير (12/39، برقم 12404). والدارقطني في الصفات (ص30). والحاكم في المستدرك (2/283). والخطيب البغدادي في تاريخه (9/251-252) من أوجه. والهروي في الأربعين (ص125).كلهم من طريق سفيان الثوري عن عمار الذهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً.قال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي. وذكر ه الذهبي في العلو (ص61) وقال: (رواته ثقات). وقال الألباني: (هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، وتابعه يوسف بن أبي إسحاق عن عمار الذهني) انظر مختصر العلو (ص102). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/323): (رجاله رجال الصحيح).

القول الثاني: أن المراد بالكرسي هو العرش نفسه.

وهذا القول مروي عن الحسن البصري، فقد روى ابن جرير بسنده عن جويبر عن الضحاك قال: كان الحسن يقول: "الكرسي هو العرش"، وقد مال ابن جرير إلى هذا القول1، واعتمد في ذلك على حديث عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: "إن كرسيه وسع السموات والأرض وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، ثم قال بأصابعه فجمعها: وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله".
القول إن الكرسي جسم عظيم مخلوق بين يدي العرش، والعرش أعظم منه، وهو موضع القدمين للبارئ عز وجل .

وهذا القول هو مذهب السلف من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم واقتدى بسنتهم، وهذا هو ما دل عليه القرآن والسنة والإجماع ولغة العرب التي نزل القرآن بها.

مسائل متعلقة بالعلو والاستواء‎.
المبحث الأول: هل يخلو العرش منه حال نزولهلأهل السنة في المسألة ثلاثة أقوال:

القول الأول: ينزل ويخلو منه العرش.وهو قول طائفة من أهل الحديث.

القول الثاني: ينزل ولا يخلو منه العرش.

وهو قول جمهور أهل الحديث.
ومنهم الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وحماد بن زيد، وعثمان ابن سعيد الدارمي وغيرهم.
القول الثاني: أنه ينزل ولا يخلو منه العرش.وهذا القول ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قول جمهور أهل الحديث.

وقال: "ونقل ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل في رسالته إلى مسدد، وعن إسحاق بن راهويه، وحماد بن زيد، وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم".
قال القاضي أبو يعلى: "وقد قال أحمد في رسالته إلى مسدد: إن الله عز وجل ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا ولا يخلو من العرش. فقد صرح أحمد بالقول إن العرش لا يخلو منه".

وسأل بشر بن السري حماد بن زيد، فقال: "يا أبا إسماعيل، الحديث الذي جاء "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" يتحول من مكان إلى مكان؟ فسكت حماد بن زيد، ثم قال:هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء".

وقد دل القرآن والسنة والإجماع على أنه سبحانه يجيء يوم القيامة، وينزل لفصل القضاء بين عباده، ويأتي في ظلل من الغمام والملائكة، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وينزل عشية عرفة، وينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، وينزل إلى أهل الجنة. وهذه أفعال يفعلها بنفسه في هذه الأمكنة فلا يجوز نفيها عنه بنفي الحركة والنقلة المختصة بالمخلوقين، فإنها ليست من لوازم أفعاله المختصة به، فما كان من لوازم أفعاله لم يجز نفيه عنه، وما كان من خصائص الخلق لم يجز إثباته له.وحركة الحي من لوازم ذاته، ولا فرق بين الحي والميت إلا بالحركة والشعور، فكل حي متحرك بالإرادة وله شعور فنفي الحركة عنه كنفي الشعور، وذلك يستلزم نفي الحياة" .

مختصر الصواعق (2/257-258)

كتاب ألسنة للإمام عبدألله بن أحمد بن حنبل.٨٦١ـ
حدثني أبي حدثنا رجل أنا إسرائيل عن ألسدي عن أبي مالك في قوله "'وسع كرسيه ألسماوات وألأرض"قال إن ألصخرة ألتي تحت ألأرض ألسابعة ومنتهى ألخلق على أرجائها أربعة من ألملائكة لكل منهم أربعة وجوه ,وجه رجل ووجه أسد ووجه نسر ووجه ثور فهم قيام عليها قد أحاطوا بألأرض وألسماوات ورءوسهم تحت ألكرسي وألكرسي عند ألعرش قال وهو واضع رجليه على ألكرسي(أي ألله).

أن ما ورد في آراء علماء ألمسلمين حول ألله وألعرش لا يدع مكانآ للشك حول تصور محمد ألبشري لما يمكن أن يكون عليه إله خالق يجلس على عرش تشبهآ بملوك ذلك ألزمان وبرأي أن إيمانآ بهكذا إله لهو كارثة كبرى على ألإنسانية لما تبع ذلك من إعتقاد وإطاعة لأوامر ونواهي صادرة عن ألإله ألمزعوم على لسان محمد بن عبد ألله.

من كتاب عقائد السلف ص458 .
قال عثمان بن سعيد الدارمي ، في رده على المريسي :" ثم أكد المعارض دعواه في أن الله في كل مكان بقياس ضل به عن سواء السبيل ، فقال : ألا ترى أنه من صعد الجبل لا يقال أنه أقرب إلى الله . فيقال لهذا المعارض المدعي ما لا يعلم به : من أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله من أسفله ؟! ، لأنه من آمن بأن الله فوق عرشه فوق سماواته علم يقينا أن رأس الجبل أقرب إلى السماء من أسفله وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله من الخامسة ثم كذلك إلى الأرض . كذلك روى إسحاق بن ابراهيم الحنظلي عن ابن المبارك أنه قال : رأس المنارة أقرب إلى الله من أسفلها . وصدق ابن المبارك ، لأن كل ما كان إلى السماء أقرب كان إلى الله أقرب " .

من كتاب عقائد السلف ص443 ،
قال إمام السلف عثمان بن سعيد الدارمي صاحب السنن : " وقد بلغنا أنـهم -الملائكة- حين حملوا العرش وفــوقــه الجــبار (!!) في عزته وبهائه ، ضعفوا عن حــمــلــه (!!) واستكانوا وحنوا على ركبهم (!) حتى لقنوا ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته ، ولولا ذلك ما استقل به العرش (!!!) ، ولا الحملة ولا السماوات ولا الأرض ولا من فيهن . ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته ، فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات السبع ؟

وهذه أبيات من ألشعر في وصف ألعرش ألإلهي قالها صحابي ذو أهمية تبين إعتقاد صحابة محمد في كيفية ألعرش وألإستواءمعارج القبول للشيخ حافظ الحكمي ج1ص136 :

" ومن شعر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :

شهـــدت بأن وعــد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش على الماء طاف وفوق العرش رب العالميـنا

وتحمله ملائكة كـرام ملائكة الإله مسـومـــينــا .

قال ابن عبد البر في الإستيعاب : رويناه من وجوه صحاح " ..
الآية رقم ‏(‏210‏)‏ ‏{‏هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور ‏}

‏ وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير ههنا حديث الصور بطوله من أوله عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو حديث مشهور ساقه غير واحد من أصحاب المسانيد وغيرهم، وفيه‏:‏ إن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات، تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحداً واحداً من آدم فمن بعده، فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم فإذا جاءوا إليه قال‏:‏ ‏(‏أنا لها، أنا لها‏)‏، فيذهب فيسجد للّه تحت العرش، ويشفع عند اللّه في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد، فيشفعه اللّه ويأتي في ظلل من الغمام بعد ما تنشقّ السماء الدنيا وينزل من فيها من الملائكة، ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة، وينزل حملة العرش والكروبيون‏.‏ قال‏:‏ وينزل الجبار عزّ وجلّ في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون‏:‏ سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى، سبحان ذي السلطان والعظمة، سبحانه سبحانه، أبداً .



في قرائتي لتفسير هذه ألآية وما تحويه حول ألعرش وحملته وألكروبيون , تبادر إلى خاطري مواكب ألملوك في زمن محمد وألأبهة ألمرافقة لها من ألحرس وألأمراء وألنبلاء وألوجهاء, ماذا بعد ذلك ؟ هل هو ألإله ذو ألعرش أقوى من ملك ألروم أو شاهنشاه ألفرس؟ هل هذا ما أراد إثباته محمد.

الحكمة من خلق العرش:
يستحيل عقلاً أن يكون العرش مقعدًا لله فكيف يكون الرب الذي هو خالق للعرش وغيره محمولاً على سرير يحمله الملائكة على أكتافهم، ولا يصح تفسير قول الله تعالى {الرحمن على العرش استوى} (سورة طه/5) بجلس لأن الجلوس من صفات البشر والجن والملائكة والدواب بل معنى قول الله تعالى {استوى} قهر لأن القهر صفة كمال لائق بالله تعالى لذلك وصف الله نفسه فقال: {وهو الواحد القهار} فهذا العرش العظيم خلقه الله إظهارًا لعظيم قدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته، لأن المكان من صفات الخلق والله سبحانه تنزه عن المكان والزمان، قال الإمام الطحاوي رضي الله عنه :"لا تحويه (أي الله) الجهاتُ الستّ كسائر المبتدعات"، وقال سيدنا عليّ رضي الله عنه: "إن الله خلق العرش إظهارًا لقدرتهِ ولم يتخذه مكانًا لذاته"، رواه عنه الإمام أبو منصور البغدادي. فالملائكة الكرام الحافون حول العرش والذين لا يعلم عددهم إلا الله يسبحون الله تعالى ويقدسونه ويزدادون علمًا بكمال قدرة الله سبحانه وتعالى عندما يرون هذا العرش العظيم.

إن بعض ألمسلمين يحاول نفي جلوس ألله على ألعرش بتفسيرات واهية لا يستقيم أمامها تحليل وأستدلال منطقيأن كان خلق ألعرش إظهارآ للقدرة فهوأمام من؟ فكون ألقرآن يتوجه في خطابه للأنس وألجن هذا يعني أن أيآت ألتبجح بالقدرة موجهة لهم, لكنني أرى أن ألعظمة في خلق ألعرش هو من باب إستعراض ألعضلات لشيء لم يره لا ألأنس ولا ألجن كون ألشيء موضوع ألتباهي موجود في ألسماء ألسابعة حيث لا يستطيع ألوصول ألاَّ ألملائكة ألمقربين فبذلك ينتفي ألغرض من إظهار ألعظمة أللهم إلا إذا كان ألله يستعرض قوته أمام ألملائكة عندها يجب أن نذهب به إلى أقرب مستشفى للأمراض ألعقلية.

من موقع أهل ألسنة وألجماعة

العرش;
قال الله تعالى {وهوَ ربُّ العرشِ العظيم} (سورة التوبة/129) وهو سرير له أربع قوائم ومكانه فوق السموات السبع وهو سقف الجنة منفصل عنها ويدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسطها وسقفه عرش الرحمن". ثم إن حول العرش ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، وهو أكبر مخلوقات الله حجمًا ومساحة وامتدادًا

أريد أن أفهم ألغاية ألعقلائية لخلق عرش وكرسي وسع ألسماوات وألأرض ليس لهما أستخدام, ولا يراهما أحد ثم يأتينا ألقرآن ويخرم عقولنا بالأبهة وألعظمة وحملة ألعرش وإتساعة وألحافين حوله خزعبلات وهلوسات رجل ضحك على عقول أصحابه حتى وصل ألأمر إلينا فكنا من عداد ألمضحوك وغير ألمأسوف عليهم وأياك أن تتجرأ على رب ألعزة وألجلال ألجالس بجلالة قدره على عرش ألقوة محاطآ بجلاوزة لا يعصون له أمرآ(هذا قول ألقرآن) يعني زعيم عصابة ولا آل كابون أو ألخط في صعيد مصر.

في بحثي حول أحاديث ألكرسي وألعرش وجدت ألحديث ألتالي ألذي لا يدع مجالآ للشك أو ألتأويل في جلوس ألإله على عرشه كما يجلس أي ملك من ألملوك وهو واضح لا لبس فيه :

ثم آتي باب الجنة فآخذ بحلقة باب الجنة فأقرع الباب فيقال : من أنت فأقول : محمد فيفتح لي فأرى ربي عز وجل وهو على كرسيه أو سريره فأخر له ساجدا وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحدا بعدي فيقال : ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع قال : فأرفع رأسي فأقول : أي رب أمتي أمتي فيقال لي : أخرج من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا فأخرجهم ثم أعود فأخر ساجدا وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي فيقال لي : ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : أي رب أمتي أمتي فيقال : أخرج من النار من كان في قلبه مثقال كذا وكذا فأخرجهم قال : وقال في الثالثة مثل هذا أيضا. الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 4/

وألأنكى من ذلك أن للجنة باب وله حلقة , لكن لم يذكر لنا محمد من أي نوع من ألأخشاب صنع هذا ألباب فلا بد أن يكون من خشب ألسنديان أو ألجوز غالي ألثمن لكي يليق بالقصر ألذي يسكن به ألله في ألجنة, وأن تكون ألحلقة من ذهب خالص, لأن ألله غاب عن باله تركيب جرس على ألباب وعين سحرية أو كاميرة مراقبة حتى لا يحتاج أن يسأل : من ألطارق ؟
ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية !

لماذا هو بحاجة للحمل ؟ لا شك أنه كي لا يسقط ! و لكن لماذا يسقط : لا شك بفعل الجاذبية ! و لكن اي جاذبية ؟ لا شك بأنها الأرض لأنه سيكون فوقها ؟ و لكن الأرض ذرة بالنسبة له فكيف تجذبه ..............الجواب : كف عن التفكير فعقلك لا يدرك ذلك ..عرش بقوائم و كرسي و نزول و صعود و يدان وقدم و وجه وذكورة و غضب و فرح و ضحك و عدم حياء و حياء و مكر و دمدمة و غيرها كثير ...ذكرت من صفاته و متعلقاته ثم يقولون لي لا يمكنك تخيله و ليس كمثله شيء ..لم كل تلك التعابير إذا ؟ لماذا لم يكتفي بالعبارة الأخيرة ؟ هل يلعب معنا ؟ انا ليس كمثلي شيء .و انت ليس كمثلك شيء .ولا احد مثل احد ..لماذا ينكر المسلمون النصوص التي يعتبرها كبار علمائهم صحيحة عندما تضعهم في مآزق ؟ لماذا يلتفون على تلك النصوص و يهربون من حقيقتها ؟الجواب : لأن الإيمان سلب عقولهم منهم و اتهمهم بالعجز عن إدراك الحقائق البسيطة ..فالحقيقة فقط ما قاله محمد ، و لو خالفت سمعك و بصرك ووجودك ..لهذا فقط لا يمكن للمسلمين أن يتقدموا ماداموا مسلوبين بأفكار ذلك الرجل ..

العرش يتنافى مع صفات الاله.

لماذا ؟؟
لان العرش كان على الماء في وقت معين !! والماء هو جسم فيزيائي !!! من الواضح ان من ادعى وجود العرش على الماء اعتقد ان الماء هو اكبر شيء امامه وكان يعتقد طبعا بانبساط الارض والسماء ولا نهائيتهما كونه يعتمد على الرؤية المجردة !!


مسالة اخرى تشكل مشكلة عملاقة هي ان العرش اذا كان على الماء تارة !! فهو اذا جسم فيزيائي او يستطيع الطوفان على جسم فيزيائي والله لا يمكن ان يكون على عرش كهذا لانه من المفروض ان الله خارج الزمكان ولا يتحد او يتجسد مع المادة نهاية اذا كان العرش يحمله ثمانية ملائكة فالاله الذي يجلس عليه يقاس بمقدار ما يحمله ثمانية ملائكة وهذا يتنافى مع لا نهائية الله






الأحد، 7 سبتمبر 2008

فسبي إبليس وكان صغيراً!!!



‏{‏ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ‏}

سورة البقرة ( 5 من 178 ) الآية رقم ‏(‏34‏)‏

وهذه كرامة عظيمة من اللّه تعالى لآدم امتَنَّ بها على ذريته، حيث أخبر أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم وقد دل على ذلك أحاديث أيضاً كثيرة منها حديث الشفاعة المتقدم، وحديث موسى عليه السلام‏:

‏ ‏(‏رب أرني آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فلما اجتمع به قال‏:‏ أنت آدم الذي خلقه اللّه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته‏؟‏‏)

‏ قال وذكر الحديث كما سيأتي إن شاء اللّه‏.‏ والغرض أن اللّه تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم دخل إبليس في خطابهم، لأنه وإن لم يكن من عنصرهم إلا أنه كان قد تشبه بهم وتوسم بأفعالهم، فلهذا دخل في الخطاب لهم وذم في مخالفة الأمر‏.‏ قال طاووس عن ابن عباس‏:‏ كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة اسمه عزرايل وكان من سكان الأرض، وكان من أشد الملائكة اجتهاداً، وأكثرهم علماً، فذلك دعاه إلى الكبر، وكان من حيٍّ يسمون جناً وقال سعيد بن المسيب‏:‏ كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا‏.‏ وقال ابن جرير عن الحسن‏:‏ ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس، وهذا إسناد صحيح عن الحسن‏.‏ وقال شهر ابن حوشب‏:‏ كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء، رواه ابن جرير، وعن سعد بن مسعود قال‏:‏ كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيراً فكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أُمروا بالسجود لآدم سجدوا فأبى إبليس فلذلك قال تعالى‏:‏ ‏{‏إلا إبليس كان من الجن‏}‏ وقال أبو جعفر‏:‏ ‏{‏وكان من الكافرين‏}‏ يعني من العاصين‏.‏ قال قتادة في قوله تعالى ‏{‏وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم‏}‏‏:‏ فكانت الطاعة للّه والسجدة لآدم، أكرم اللّه آدم أن اسجد له ملائكته، وقال بعض الناس‏:‏ كان هذا سجود تحية وسلام وإكرام كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا‏}‏ وقد كان هذا مشروعاً في الأمم الماضية ولكنه نسخ في ملتنا‏.


عندما وصلت في قراءتي لتفسير إبن كثير إلى موضوع ماهية إبليس وتعريفه,أصبت بصدمة لحجم ألخرافة ثم أتبعتها بضحكة عالية فسرى عني بعد عناء ألصدمة هذه في قول :

كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيراً حيث سرحت في ألخيال محاولآ تصور شكل إبليس ألمسكين كيف وقع في ألأسر وكيف سبته ألملائكة علمآ أنه كان صغيرآ يعني لا يستطيع ألقتال فلماذا تسبيه ألملائكة سؤال حُرت في جوابه فقلت في نفسي عسى أن أجد جوابآ أو تحليلآ لدى ألزملاء.وقال شهر ابن حوشب‏:‏ كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء، رواه ابن جرير، وعن سعد بن مسعود قال‏:

‏ كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيراً فكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أُمروا بالسجود لآدم سجدوا فأبى إبليس فلذلك قال تعالى‏:‏ ‏{‏إلا إبليس كان من الجن‏}‏ وقال أبو جعفر‏:‏ ‏{‏وكان من الكافرين‏}‏ يعني من العاصين‏.قال طاووس عن ابن عباس‏:‏ كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة اسمه عزرايل وكان من سكان الأرض، وكان من أشد الملائكة اجتهاداً، وأكثرهم علماً، فذلك دعاه إلى الكبر، وكان من حيٍّ يسمون جناً وقال سعيد بن المسيب‏:

كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا‏.

فعلآ ولا في ألف ليلة وليلة , ولا في ولت ديزني

إن أول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدماء

لفت نظري إلى مسألة مهمة, كيف أن ألله خلق ألجان من مارج من نار وكيف أنه تسري في أجسامهم ألدماء؟ يبو أن من كتب ألرواية لم ينتبه لهذا ألإشتباه .

السبت، 6 سبتمبر 2008

في ألطاعون وأذْن ألفيل وألطير ألأبابيل



أحببت ألبدء بهذا ألشريط من باب تحليل ودراسة عقلية ألخرافة وألأساطير ألتي كانت تعشعش في عقول ألعربان قبل ألإسلام وتحولت بعده إلى ألتمسك بتلك ألخرافات وأضافة ألكذب وألبهارات ألمطيبة للكذب,أن أي مخلوق في رأسة ذرة من ألعقل ومن ألوعي لا يستمريء هذه ألخزعبلات , ومحور موضوعنا ألتالي هو غيض من فيض يتلطى في أهم كتاب عن ألسيرة ألنبوة لإبن هشام فتعا لوا معي لنرى ما ألحكاية في أبرهة ألأشرم وغزوه مكة ومحاولته هدم ألكعبة:

قريش تستنصر الله على أبرهة

فلما انصرفوا عنه ، انصرف عبدالمطلب إلى قريش ، فأخبرهم الخبر ، وأمرهم بالخروج من مكة ، والتحرز في شعف الجبال والشعاب ‏‏‏:‏‏‏ تخوفا عليهم من معرة الجيش ، ثم قام عبدالمطلب ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ، ويستنصرونه على أبرهة وجنده ، فقال عبدالمطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة ‏‏‏:‏‏‏ لاهُمَّ إن العبد يمنع * رحله فامنع حلالكْ لا يغلبنّ صليبهم * ومحالهم غدوا محالك

نرى هنا أن علاقة عبد ألمطلب جد ألنبي وأهل مكة بالله كانت جيدة يعني كان عشمهم في محله,لأنهم دعوا ألله ليحمي ألكعبة ويرد كيد أبرهة وأن ألله أستجاب لهم لما سنرى لاحقآ.

أبرهة يهاجم الكعبة
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة ، وهيأ فيله وعبىَّ جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا ؛ وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلى اليمن ‏‏‏.‏‏‏ فلما وجهوا الفيل إلى مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذه بأذنه ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ ابرك محمود ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام ، ثم أرسل أذنه ‏‏‏.‏‏‏

إني أتعجب كيف وصل نفيلٌ هذا إلى أذن ألفيل وهي بإرتفاع ٣ أمتار على ألأقلوعجبي ألتالي كيف أن ألفيل يفهم أللغة ألعربية وفي أي جامعة درسها (ربما وخاصة أن إسمه محمود), أقول ربما في جامعة ألنبي سليمان ,أنظروا ألآن ماذا حدث:

فبرك الفيل ، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل ، وضربوا الفيل ليقوم فأبى ‏‏‏.‏‏‏ فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى ، فأدخلوا محاجن لهم في مراقِّه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، ‏‏ فوجهوه راجعا إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك

‏‏‏أتعجب لماذا لم يوشوش قائد ألفيل في إذنه فربما أقنعه,فالدنيا أخذ وعطاء,على كلٍ يظهر من ألرواية أن ألفيل تيّس وأخذ قرار نهاءي بعدم ألهجوم على ألكعبة وكأنه هو ألبلدوزر ألذي ان مقررآ أن يهدمها.ربما يقول بعض ألأخوة ألمسلمين وما علاقة كل هاذا بألأسلام,أقول طولوا بالكم جاييكم بالحديث.

عقاب الله لأبرهة وجنده
فأرسل الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها ‏‏‏:‏‏‏ حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس ،لا تصيب منهم أحدا إلا هلك ، وليس كلهم أصابت ‏‏‏.‏‏‏وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ، ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ، فقال نفيل حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته ‏‏‏:‏‏‏ أين المفر والإله الطالب * والأشرم المغلوب ليس الغالب

نفهم هنا أن كل من أصابه حجر من سجيل هلك لساعته ,ومن لم يصب هرب,فألظاهر أن ألطير ألأبابيل لم تنيشن جيدآ,ثم عودة للرواية لنرى ألنتيجة:

فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أُنمْلة أنملة ، كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمثُّ قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ، فيما يزعمون ‏‏‏.
ألسؤال بماذا أصيب أبرهة وبقية جيشه,فلو أصيبوا بحجارة من سجيل لجعلتهم كعصف مأكول ولهلكوا في ألحال , نلاحظ أنه أمتلأ قيحآ ودمآ حتى وصل إلى صنعاء, فما بالكم وأن ألمسافة بين مكة وصنعاء تستغرق أيامآ بل وأسابيع للراكب , ولكن هاكم ألجواب:

ـ لم يكن في ألحقيقة لا طير أبابيل ولا حجارة من سجيل ولا من يحزنون,فأبرهة وجيشه بل أن يصلوا ألى مكة كانوا قد أصيبوا بمرض ألطاعون ,وهذا ليس بمستغرب في ذلك ألزمان فالطاعون أفنى غالبية جيش ألأسكندر,ومن بعده جيش هانيبعل (ألقائد ألقرطاجي ألمعروف)عندما كان في طريقه لإحتلال روما, وكذا حدث مع نابليون ومع كثير من ألجيوش, فألقضية لا علاقة لها لا بمعجزة ولا طير أبابيل , لنكمل معآ ما روي في ألسيرة ألنبوية ومباشرة في ألسطر ألذي يلي ما روي سابقآ:

قال ابن إسحاق ‏‏‏:
‏‏‏ حدثني يعقوب بن عتبة أنه حُدث ‏‏‏:‏‏‏ أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ، وأنه أول ما رؤي بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعُشر ذلك العام .هذا هو لب ألموضوع دون لف أو دوران.

وهاكم هدية على ألبيعة لتكتمل ألأسطورة وألخرافة :

مصير قائد الفيل وسائسه قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏
حدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن عمرة بنت عبدالرحمن ، بن سعد بن زرارة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت ‏‏‏:‏‏‏ لقد رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان الناس

لماذا هذه ألمدونة؟

في ألبحث عن ألحقيقة طريق طويل متعرج,معترضٌ بالحواجز وألخنادق,يأكل من أيامك وسنين عمرك وأنت تفتش عن ألدرب ألموصل للطمأنينة وألسكينة , لكنه طريق يستحق ألسلوك وألأرتياد لأنه في نهايته يلوح لك نور ألحق.