إن الخطر ليس في احتكار المشايخ للدين وكأنه سلعة تباع وتشتري، لكن الأزمة الكبري في أنهم تركوا وراءهم قبائل من العميان يسيرون خلفهم دون أن يفكروا، يشهرون أسلحتهم البيضاء والسوداء ضد من تسول له نفسه أن يعترض طريق المشايخ.(صحافي مصري).
منذ بدأ ألتاريخ , ومنذ بدأت ألأديان ألأرضية وألسماوية ألوهمية بالظهور ,كان سيطرة ألكهنة على حياة ألناس بكافة نواحيها, وكان ألرباط ألمقدس وألحلف ألوثيق بينهم وبين رئيس ألقبيلة أو ألحاكم أو ألملك.
هذا ألحلف كان يضمن تغطية رجال ألدين (لأي دين أنتموا) لسلطة وأرادة ألحاكم ألمطلقة ألتي فرضها على مجتمعه, وفي أحيان أخرى كانت كلمة ألكهنة هي ألأقوى وكانت كفيلة بأسقاط وتغيير أي قيادة مجتمعية لا تخضع لها, بل وأكثر من ذلك فقد تولى ألكاهن ألأكبر ألقيادة ألروحية وألزمنية في آن معآ.
هذه ألأوضاع سادت ولا زالت ردحآ طويلآ من ألزمن , وتطورت الى ألأسوأ مع دخول ما يسمى بالرسالات ألسماوية فجعلوا من أنفسهم ألوسيط بين عامة ألناس وبين ألأله ألمفترض , وزادت أساليب ألتمويه وألخداع وألسيطرة وصبغوا أنفسهم بالتقوى وألقداسة وألمعرفة ألمطلقة.
قالوا للناس لا تفكروا نحن نفكر عنكم.
لقد كانت أي محاولة لرفع هذا ألجبل ألجاثم على صدور ألناس تقابل من ألكهنة وألمشايخ وألمدعوذين برد فعل عنيف وتكفيري(من يقبل أن يخسر أمتيازاته) وأي مناقشة أو ردّ أو رفض لآرائهم تعتبر ردآ على ألله, أشاعوا حالة من ألرعب ألنفسي وألترهيب ومشى خلفهم عامة ألناس وبسطائهم, بل وقسم من ألمتعلمين ألذين ركبوا ألموجة منخرطين في وجبة ألدين ألدسمة.
أننا نرى أليوم كيف أن مصدّري ألفتاوى في ألعديد من ألبلدان ألأسلامية يهينون ذكاء ألناس( كما قال آل باتشينو) ولا نجد أي تدخّل من قبل ألحكّام لتصويبهم أو ردعهم عما يأفكون لأنهم شركاء في هذه أللعبة.
حين سأل ألقاضي ألمجرم ألذي أغتال ألمفكر ألمصري فرج فودة هل قرأت شيئآ من أفكاره أو كتبه؟
أجاب : لا ولكن ألمشايخ قالوا أنه كافر.
أن هم ما يمكن أن نقوم به كمدونين وكتاّب ومتنورين وأصحاب فكر حر, هو ألأستمرار في فضح أنتهازيتهم وتعرية أسطورتهم وألعمل على نزع هالة ألقداسة ألتي أحاطوا أنفسهم بها .
أنهم حماة ألجهل(فهم ألمستفيد ألأول من تجهيل ألناس), ومروّجي ألخرافة, وبائعي ألوهم.
أستيقظوا أنهم يكذبون عليكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق