أحببت ألبدء بهذا ألشريط من باب تحليل ودراسة عقلية ألخرافة وألأساطير ألتي كانت تعشعش في عقول ألعربان قبل ألإسلام وتحولت بعده إلى ألتمسك بتلك ألخرافات وأضافة ألكذب وألبهارات ألمطيبة للكذب,أن أي مخلوق في رأسة ذرة من ألعقل ومن ألوعي لا يستمريء هذه ألخزعبلات , ومحور موضوعنا ألتالي هو غيض من فيض يتلطى في أهم كتاب عن ألسيرة ألنبوة لإبن هشام فتعا لوا معي لنرى ما ألحكاية في أبرهة ألأشرم وغزوه مكة ومحاولته هدم ألكعبة:
قريش تستنصر الله على أبرهة
فلما انصرفوا عنه ، انصرف عبدالمطلب إلى قريش ، فأخبرهم الخبر ، وأمرهم بالخروج من مكة ، والتحرز في شعف الجبال والشعاب : تخوفا عليهم من معرة الجيش ، ثم قام عبدالمطلب ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ، ويستنصرونه على أبرهة وجنده ، فقال عبدالمطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة : لاهُمَّ إن العبد يمنع * رحله فامنع حلالكْ لا يغلبنّ صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
نرى هنا أن علاقة عبد ألمطلب جد ألنبي وأهل مكة بالله كانت جيدة يعني كان عشمهم في محله,لأنهم دعوا ألله ليحمي ألكعبة ويرد كيد أبرهة وأن ألله أستجاب لهم لما سنرى لاحقآ.
أبرهة يهاجم الكعبة
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة ، وهيأ فيله وعبىَّ جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا ؛ وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلى اليمن . فلما وجهوا الفيل إلى مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذه بأذنه ، فقال : ابرك محمود ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام ، ثم أرسل أذنه .
إني أتعجب كيف وصل نفيلٌ هذا إلى أذن ألفيل وهي بإرتفاع ٣ أمتار على ألأقلوعجبي ألتالي كيف أن ألفيل يفهم أللغة ألعربية وفي أي جامعة درسها (ربما وخاصة أن إسمه محمود), أقول ربما في جامعة ألنبي سليمان ,أنظروا ألآن ماذا حدث:
فبرك الفيل ، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل ، وضربوا الفيل ليقوم فأبى . فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى ، فأدخلوا محاجن لهم في مراقِّه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، فوجهوه راجعا إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك
أتعجب لماذا لم يوشوش قائد ألفيل في إذنه فربما أقنعه,فالدنيا أخذ وعطاء,على كلٍ يظهر من ألرواية أن ألفيل تيّس وأخذ قرار نهاءي بعدم ألهجوم على ألكعبة وكأنه هو ألبلدوزر ألذي ان مقررآ أن يهدمها.ربما يقول بعض ألأخوة ألمسلمين وما علاقة كل هاذا بألأسلام,أقول طولوا بالكم جاييكم بالحديث.
عقاب الله لأبرهة وجنده
فأرسل الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها : حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس ،لا تصيب منهم أحدا إلا هلك ، وليس كلهم أصابت .وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ، ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ، فقال نفيل حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته : أين المفر والإله الطالب * والأشرم المغلوب ليس الغالب
نفهم هنا أن كل من أصابه حجر من سجيل هلك لساعته ,ومن لم يصب هرب,فألظاهر أن ألطير ألأبابيل لم تنيشن جيدآ,ثم عودة للرواية لنرى ألنتيجة:
فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أُنمْلة أنملة ، كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمثُّ قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ، فيما يزعمون .
ألسؤال بماذا أصيب أبرهة وبقية جيشه,فلو أصيبوا بحجارة من سجيل لجعلتهم كعصف مأكول ولهلكوا في ألحال , نلاحظ أنه أمتلأ قيحآ ودمآ حتى وصل إلى صنعاء, فما بالكم وأن ألمسافة بين مكة وصنعاء تستغرق أيامآ بل وأسابيع للراكب , ولكن هاكم ألجواب:
ـ لم يكن في ألحقيقة لا طير أبابيل ولا حجارة من سجيل ولا من يحزنون,فأبرهة وجيشه بل أن يصلوا ألى مكة كانوا قد أصيبوا بمرض ألطاعون ,وهذا ليس بمستغرب في ذلك ألزمان فالطاعون أفنى غالبية جيش ألأسكندر,ومن بعده جيش هانيبعل (ألقائد ألقرطاجي ألمعروف)عندما كان في طريقه لإحتلال روما, وكذا حدث مع نابليون ومع كثير من ألجيوش, فألقضية لا علاقة لها لا بمعجزة ولا طير أبابيل , لنكمل معآ ما روي في ألسيرة ألنبوية ومباشرة في ألسطر ألذي يلي ما روي سابقآ:
قال ابن إسحاق :
حدثني يعقوب بن عتبة أنه حُدث : أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ، وأنه أول ما رؤي بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعُشر ذلك العام .هذا هو لب ألموضوع دون لف أو دوران.
وهاكم هدية على ألبيعة لتكتمل ألأسطورة وألخرافة :
مصير قائد الفيل وسائسه قال ابن إسحاق :
حدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن عمرة بنت عبدالرحمن ، بن سعد بن زرارة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لقد رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان الناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق