إن أفضل تعريف للتفسير ألعلمي للقرآن هو أنه ألتفسير ألذي يحاول ألمفسر فهم عبارات ألقرآن في ضوء ما أثبته ألعلم كما عرّفه ألدكتور أحمد عمر أبو حجر في رسالته للدكتوراه تحت عنوان ألتفسير ألعلمي للقرآن في ألميزان وألمنشورة عام ١٩٩١.
وكان أشهر من تناول ألتفسير ألعلمي للقرآن من ألفقهاء ألقدامى بجانب أبوحامد ألغزالي وفخر ألدين ألرازي هو محمد بن عبدألله بن محمد بن أبي ألفضل ألمرسي ، وكان نحويآ مفسرآ محثآ فقيهآ ..ولد عام ٥٧٠ هـ وجاء لمصر سنة ٦٢٤ هـ ثم جاء جلال ألدين ألسيوطي ألمتوفي عام ٩١١ هـ.
وإذا كان بعض ألفقهاء من قدامى ألمفسرين قد أرتضوا ألتفسير ألعلمي وجعلوا ألقرآن جامعآ لعلوم ألأولين وألآخرين ،وبعض آخر من ألعلماء قد سكت عنه أو عارضه وأنكره وفي مقدمة هؤلاء أبو إسحاق ألشاطبي وهو فقيه أندلسي فهو في كتابه ذائع ألصيت ألموافقات في أصول ألأحكام يحمل على ألقائلين بأن ألقرآن يحوي جميع علوم ألولين وألآخرين.ويرى أن ألقرآن كتاب عقيدة وشريعة وليس من مقاصده ألدخول في بحوث علمية.
إن أبرز طلائع ألنهضة ألحديثة في تفسير ألقرن في ألقرن ألتاسع عشر هو ألشيخ محمد عبده توفي عام ١٩٠٥ م .
أما شيخ ألأزهر محمود شلتوت فقد تناول في مجلة ألرسلة عام ١٩٤١ ألتفسير ألعلمي للقرآن وقال:إن طائفة ألمثقفين نظروا في ألقرآن فوجدوا ألله سبحانه يقول ما فرطنا في ألكتاب من شيء فتأولوها على نحو زين لهم أن يفتحوا في ألقرآن فتحآ جديدآ ففسروه على أساس من ألنظريات ألعلمية ألمستحدثة ،نظروا في ألقرآن على هذا ألأساس فأفسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن وأفضى بهم إلى صور من ألتفكير لا يريدهاألقرآن ، ولا تتفق مع ألغرض ألذي من أجله أنزله ألله.ثم يقول :هذه ألنظرة للقرن خاطئة من غير شك لأنها تحمل أصحابها وألمفسرين بها على تأويل ألقرآن تأويلآ متكلفآ يتنافى مع ألإعجاز ولا يستسيغه ألذوق ألسليم، وهي خاطئة لإنها تعرّض ألقرآن للدوران مع مسائل ألعلوم في كل زمان ومكان وألعلوم لا تعرف ولا ألقرار ولا ألرأي ألأخير
ويقول ألمفكر أمين ألخولي في كتابه ألتفسير ـ معالم حياته ـ منهجه أليوم وذلك عام ١٩٤٤ :وأما ما أتجهت إليه ألنوايا ألطيبة من جعل ألإرتباط بين كتاب ألدين وألحقائق ألعلمية ألمختلفة ناحية ن نواحي صدقه أو إعجازه أو صلاحيته للبقاء إلخ .فربما كان ضرره أكثر من نفعه ،وخير لأصحاب ألرغبات ألذين يبينون ألصدق وألإعجاز أو ألصلاحية لكتاب ألدين بهذا ألنحو من ألتفسير ألعلمي خير لهم أن يقدروا مثل هذا ألإعتبار، فلا يتكلفون ما يتكلفون من ربط ألكتاب بالعلم.على أنهم إن كانوا لا بد فاعلين فحسبهم ـ كما تقدم ـ ألآ يكون في ألقرآن نص صريح يصادم حقيقة علمية دون أن يمكن ألتوفيق بينه وبينها.