وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين( سورة النحل)
القرآن هو مدونة أساطير عربية

الاثنين، 3 أغسطس 2009

جناية ألتفسير ألعلمي للقرآن ٢


إن أفضل تعريف للتفسير ألعلمي للقرآن هو أنه ألتفسير ألذي يحاول ألمفسر فهم عبارات ألقرآن في ضوء ما أثبته ألعلم كما عرّفه ألدكتور أحمد عمر أبو حجر في رسالته للدكتوراه تحت عنوان ألتفسير ألعلمي للقرآن في ألميزان وألمنشورة عام ١٩٩١.
وكان أشهر من تناول ألتفسير ألعلمي للقرآن من ألفقهاء ألقدامى بجانب أبوحامد ألغزالي وفخر ألدين ألرازي هو محمد بن عبدألله بن محمد بن أبي ألفضل ألمرسي ، وكان نحويآ مفسرآ محثآ فقيهآ ..ولد عام ٥٧٠ هـ وجاء لمصر سنة ٦٢٤ هـ ثم جاء جلال ألدين ألسيوطي ألمتوفي عام ٩١١ هـ.
وإذا كان بعض ألفقهاء من قدامى ألمفسرين قد أرتضوا ألتفسير ألعلمي وجعلوا ألقرآن جامعآ لعلوم ألأولين وألآخرين ،وبعض آخر من ألعلماء قد سكت عنه أو عارضه وأنكره وفي مقدمة هؤلاء أبو إسحاق ألشاطبي وهو فقيه أندلسي فهو في كتابه ذائع ألصيت ألموافقات في أصول ألأحكام يحمل على ألقائلين بأن ألقرآن يحوي جميع علوم ألولين وألآخرين.ويرى أن ألقرآن كتاب عقيدة وشريعة وليس من مقاصده ألدخول في بحوث علمية.
إن أبرز طلائع ألنهضة ألحديثة في تفسير ألقرن في ألقرن ألتاسع عشر هو ألشيخ محمد عبده توفي عام ١٩٠٥ م .
أما شيخ ألأزهر محمود شلتوت فقد تناول في مجلة ألرسلة عام ١٩٤١ ألتفسير ألعلمي للقرآن وقال:إن طائفة ألمثقفين نظروا في ألقرآن فوجدوا ألله سبحانه يقول ما فرطنا في ألكتاب من شيء فتأولوها على نحو زين لهم أن يفتحوا في ألقرآن فتحآ جديدآ ففسروه على أساس من ألنظريات ألعلمية ألمستحدثة ،نظروا في ألقرآن على هذا ألأساس فأفسد ذلك عليهم أمر علاقتهم بالقرآن وأفضى بهم إلى صور من ألتفكير لا يريدهاألقرآن ، ولا تتفق مع ألغرض ألذي من أجله أنزله ألله.ثم يقول :هذه ألنظرة للقرن خاطئة من غير شك لأنها تحمل أصحابها وألمفسرين بها على تأويل ألقرآن تأويلآ متكلفآ يتنافى مع ألإعجاز ولا يستسيغه ألذوق ألسليم، وهي خاطئة لإنها تعرّض ألقرآن للدوران مع مسائل ألعلوم في كل زمان ومكان وألعلوم لا تعرف ولا ألقرار ولا ألرأي ألأخير
ويقول ألمفكر أمين ألخولي في كتابه ألتفسير ـ معالم حياته ـ منهجه أليوم وذلك عام ١٩٤٤ :وأما ما أتجهت إليه ألنوايا ألطيبة من جعل ألإرتباط بين كتاب ألدين وألحقائق ألعلمية ألمختلفة ناحية ن نواحي صدقه أو إعجازه أو صلاحيته للبقاء إلخ .فربما كان ضرره أكثر من نفعه ،وخير لأصحاب ألرغبات ألذين يبينون ألصدق وألإعجاز أو ألصلاحية لكتاب ألدين بهذا ألنحو من ألتفسير ألعلمي خير لهم أن يقدروا مثل هذا ألإعتبار، فلا يتكلفون ما يتكلفون من ربط ألكتاب بالعلم.على أنهم إن كانوا لا بد فاعلين فحسبهم ـ كما تقدم ـ ألآ يكون في ألقرآن نص صريح يصادم حقيقة علمية دون أن يمكن ألتوفيق بينه وبينها.

السبت، 1 أغسطس 2009

جناية ألتفسير ألعلمي للقرآن



منذ سنوات كثر ألحديث وكتبت ألمؤلفات وأمتلأت شاشات ألقنوات ألفضائية عن ألإعجاز ألعلمي للقرآن فبرزت أسماء كثيرة منها زغلول ألنجار وألزنداني وهارون يحي مهمتم ألتدليس وطعوجة آيات قرآنية لا علاقة لها لا بعلم ولا فيها أي نوع من ألعجاز ،وكان للمتنورين دورهم في ألتصدي لهذه ألأكاذيب ألتي ساهمت بإستمرار في فضح دعاة ألإعجاز وتعرية دجلهم ألذي يقتاتون عل موائده.
أردت في هذا ألموضوع ألذي سأكتبه على حلقات بيان كيفية وتاريخ ألبدء بطرح مسألة ألإعجاز ألعلمي ورأي جمهرة كبيرة من فقهاء وعلماء ألمسلمين ألذين تصدّوا وعارضوا محاولة تطويع ألنظريات ألعلمية لمصلحة ألقرآن معتمدآ على بعض ألمراجع وألمقالات ألتي تحدثت عن ألموضوع قبل عشر سنوات تقريبآ وقبل أن تظهر للساحة ألأعداد ألكبيرة من ألمدلسين وألمفترين على إلههم كذبآ بغير علم.
أخاف على هذه ألأمة من رجل قرأ ألقرآن حتى أذلقه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله.ـ
من قال في ألقرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من ألنارـ حديث نبوي
ـ ألشيخ محمود شلتوت (كان شيخآ للأزهروكان معروفآ بغزارة علمه):
ألله لم ينزل ألقرآن ليتحدث فيه إلى ألناس عن نظريات ألعلوم ودقائق ألفنون وأنواع ألمعارف.
كان ألعصر ألعباسي ألأول أزهى ألعصور ألإسلامية إزدهارآ بالعلوم وألفنون وألفلسفة ،فمدنية ألإسلام بدأت ألإستقرار بعد هدوء حركة ألفتح ألتي كانت طابع ألعصر ألأموي. وعلى عكس ما يعتقد ألبعض ،فإن ألتفسير ألعلمي للقرآن قد نشأ مبكرآ منذ ترجمت ألعلوم ألمختلفة ـ يونانية هندية فارسيةـ وعلى ألأخص في عهد ألخليفة ألعباسي هارون ألرشيد وأبنه ألمأمون إلى أللغة ألعربية، حيث قرأ بعض ألمسلمين هذه ألعلوم فلم يرقهم أكثر ما فيها من نظريات وأبحاث لأنهم وجدوها تتعارض مع ألدين ولا تتفق معه، فعملوا على ألرّد عليها وإرشاد ألناس إلى ما فيها.
كان على رأس هؤلاء أبوحامد ألغزالي ألمتوفي في٥٠٥ هـ في كتابه ألمشهور تهافت ألفلاسفة ،وفخر ألدين ألرازي ألمتوفي ٦٠٦ هـ ألذي تعرّض في تفسيره مفاتيح ألغيب للنظريات ألتي تبدو متعارضة مع ألدين ومع ألقرآن على وجه ألخصوص فردّها وأبطلها .
وألمنهج ألذي سار عليه ألغزالي في تفسير بعض ألآيات ألكونية هو منهج علمي سليم إذا نظرنا إليه في ضوء ألهداية ألقرآنية.
بمعنى أن من يريد أن يتعرض لتفسير ألقرآن يجب أن يكون ملمآ بالعلوم ألشرعية أصولآ وفروعآ وبالعلوم ألعربية بجميع فروعها إلى جانب إلمامه بالعلوم ألكونية ليستطيع في ظلّها أن يبين معالم ألهداية ألقرآنية وإقامة ألحجة على مقاصد ألقرآن.